السفاري في براري الإمارات رحلة العمر

Post Reply
Mukhallalati Basha
Advance
Advance
Posts: 0
Joined: Sat Aug 21, 2010 2:11 am
Been thanked: 1 time

أعتقد أن المرء سيفوته الكثير لو غادر الدولة دون أن يخوض هذه التجربة الجميلة الرائعة، بل وأجزم بأن كل من لم يقم برحلة ''سفاري'' في الإمارات فكأنما لم ير شيئا منها، فهي رحلة تستحق المغامرة والمجازفة لأنها ستصبح ذكرى جميلة يحكى عنها طويلا، إنها بلا مبالغة رحلة العمر، خاصة في هذا الوقت اللطيف، وأنسامه الرقيقة، وهوائه المنعش، والحرارة المعتدلة التي تشجع على القيام برحلة من هذا النوع.

عندما تم عرض رحلة ''سفاري'' لم أتحمس كثيراً للفكرة لأنني لا أعرف شيئا عن طبيعتها، ولما شعرت برغبته الشديدة في الذهاب قررت أن أفعل ذلك.

في صباح يوم الجمعة، توجهنا إلى مكان تجمع السيارات أو ''القافلة'' كما سميتها، وهي مجموعة من سيارات ''الفورويل'' تسير وراء بعضها البعض، ثم ركبنا كل سبعة أشخاص في سيارة، وطلب إلينا السائق أن يربط كل منا حزام الأمان، حتى الركاب الذين يجلسون في الخلف، ورغم أننا استغربنا هذا الطلب، إلا أننا نفذنا أوامر ''الربان'' دون نقاش.

انطلقت بنا السيارة في شوارع دبي حتى وصلنا منطقة ''حتا''، ثم بدأت قافلة السيارات بالانعطاف للدخول في الصحراء، ولما ولجنا توقفت السيارات ونزل السائقون ثم انحنوا وبدأوا في تنفيس الإطارات، وعندما انتهوا من تنفيسها استعدت القافلة للانطلاق مرة أخرى.

بدأ الجد

اندفعت السيارة مسرعة على الرمال المليئة بالارتفاعات الشاهقة والمنخفضات السحيقة، ومع كل ارتفاع كانت ترتفع درجة حرارتنا، في حين تهوي قلوبنا مع كل منخفض،تخيلنا كأننا في مدينة ألعاب نركب ''القطار المتعرج''، وفي كثير من اللحظات ظننا أن السيارة ستهوي بنا أو تنقلب لكنها في كل مرة كانت تخرج سالمة.

هدوء السائق كان لغزا محيرا بالنسبة لنا، فلماذا لم يحاول أن يهدئ من روعنا أو يطمئننا بأن الأمور تسير على ما يرام، وكأنه كان يستمتع بمراقبتنا ونحن نصرخ خائفين.

حالة الخوف التي انتابتنا شكلت القاسم المشترك فيما بيننا نحن الركاب، وصرنا نتبادل المخاوف والأحاديث شيئا فشيئا ثم أصبحنا نتبادل النكات ونضحك وكأننا نعرف بعضنا منذ مدة، هذه العلاقة العابرة ستتحول صداقة حميمة في آخر الرحلة، واكتشفت أنه من الممكن أن يحصل الإنسان على صديق جيد من خلال رحلة كهذه؛ فالسفر محك حقيقي لاختبار الشخص الذي يرافقك.

ورطة

كان السائق يحاول أن يصعد إحدى المرتفعات عندما علقت سيارتنا بين الرمال، تماما كما حدث مع السيارة التي أمامنا،احتمالات أن ''تغرز'' عجلات السيارة في الرمال واردة جدا، و''القافلة'' مستعدة لذلك في أي وقت·

لقد شعرنا بالخوف لكن السائق، كان يضع أعصابه في ثلاجة، نزل بصمت راجيا منا عدم النزول، وساعد سائق السيارة الأخرى حتى دحرجوا سيارته قليلا ثم ربطوها بحبل مع سيارتنا فتبعتها، بعد ذلك واصلنا الرحلة إلى المحطة التالية.

بعد مسيرة ساعة تقريبا توقفنا على رأس جبل مرتفع، وهنالك شاهدنا الكثير من محبي الصحراء وهواة القيادة، كان البعض يقود دراجات وسيارات خاصة لهذه المناطق، ينطلقون بها بمهارة وسرعة عاليتين، يؤدون خلالها حركات استعراضية غاية في الخطورة والبراعة· بعض الزملاء المرافقين لنا في الرحلة أحبوا أن يخوضوا هذه التجربة فطلبوا إليهم أن يرافقوهم في جولة بين الجبال والوديان وكانت تجربة رائعة جدا بالنسبة لهم.

أكثر من نصف ساعة من المرح والتقاط الصور أمضيناها على الجبل، بعدها تابعنا الطريق في عرض الصحراء بنفس الوتيرة من السرعة والخطورة· كنت أعتبر نفسي، قبل الذهاب في هذه الرحلة جريئ بعض الشيء، لكنني اكتشفت العكس خلال هذه الرحلة·· وأمضيت الطريق وأنا أسبّح الله وأقرأ الآيات القرآنية، أولا لعظمة الله وقدرته على إبداع هذه الصحراء الجميلة الفاتنة، وثانيا من أجل أن ينجينا ويخرجنا منها سالمين·

خارج الدولة

عندما نظرت إلى شاشة هاتفي الخلوي عرفت أننا في سلطنة عمان، وبعد ساعة من المسير دخلنا من بوابة ثم استقبلت هواتفنا شبكة الاتصالات الإماراتية، وبدأت الصحراء بالانبساط قليلا، بعدها توقفنا أمام مزرعة كبيرة للإبل، وكانت نقطة تجمع للكثير من الشركات السياحية التي تقل رحلات سفاري مثل رحلتنا.

هناك التقينا بالكثير من الناس من مختلف الجنسيات والأعمار، جاءوا ليكتشفوا الصحراء· فترة بسيطة جلسناها لالتقاط الصور مع الجمال والبعض شرب من حليب النوق، ثم استقلينا السيارة وتوجهنا إلى المحطة الأخيرة.

عند الساعة السابعة تقريبا وصلنا إلى ''خيمة شعر'' أو مجلس عربي، مجهز بأحدث التجهيزات اللازمة للإقامة وقضاء وقت ممتع· كان العاملون يعدون لنا طعام العشاء وفيه كل ما تشتهي النفس من ''مشاوي'' وسلطات والأرز بأنواعه، بالإضافة إلى القهوة العربية والشاي وحتى ''الارجيلة'' كانت مجهزة لمن يريد· تناولنا عشاءنا ثم أقيمت بعض المسابقات الترفيهية، واختتمت الليلة بحفل راقص أحيته راقصة عربية، عقبها انطلقت الألعاب النارية معلنة انتهاء السهرة والتوجه إلى السيارات والعودة إلى بيوتنا·

تكلفة بسيطة

الشركات السياحية التي تقوم بعمل رحلات ''السفاري'' كثيرة ومتعددة في الإمارات، ولا سيما في دبي، وهنالك أكثر من 12 شركة تعد رحلات يومية إلى الصحراء وكل منها لها خيمة خاصة في الصحراء، أما الأسعار فتتراوح بين 140- 180 درهما حسب الشركة وحسب عدد الأشخاص الذين يرغبون في التسجيل، فإذا رغبت بالخروج مع عائلتك، ويفضل عدم اصطحاب الأطفال دون الثامنة، فبإمكانك أن تحصل على سعر يصل إلى 150 درهما، أما إذا أحببت أن تخرج ضمن مجموعة من الأصدقاء وجمعت عددا كبيرا فبإمكانك أن تحصل على خصم جيد، ومتعة اكبر إذ تقضي وقتا ممتعا مع من تحب
Post Reply